دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الجمعة 09 فبراير 2024, 13:21
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
IKRAM | ||||
AlgeriaB10 | ||||
AMIRA | ||||
رغد | ||||
مرجانة الجنة | ||||
غصن البان | ||||
fatma lyle | ||||
الشهاب المضيىء | ||||
Admin | ||||
faycel |
مرحبا
الأدب مع الجيران: حسن الجوار
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الأدب مع الجيران: حسن الجوار
الأدب مع الجيران: حسن الجوار
لقد جاء الإسلام يدعو إلى تعزيز أواصر المحبة وطرق التقارب بين أفراده
و رسم كل علاقات الناس الإيجابية ودعي إليها ورعى جميع المصالح للبلاد والعباد
وحذر من جميع المفاسد التي ما إن تقع إلا ويظهر جورها وعنائها على ما بني بين الناس
من علاقات يسودها محبة واحترام. وهذا كله من عظيم إسلامنا وكماله وشموليته
قال تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" المائدة3
ومن تلك الروابط الإسلامية الرائعة التي جاء بها الإسلام " رابطة الجوار "
والتي لها شأن عظيم ومكانة سامية
لا يدرك ذلك الشأن وتلك المكانة إلا المؤمن الحق، ولقد جاء في كتاب الله تعالى
وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بيان ذلك
قال تعالى : "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ... " الآية 36 النساء
وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها:
" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" أخرجه البخاري
وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو شريح رضي الله عنه قال :
\" والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن : قيل : من يا رسول الله ؟
قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه ". والبوائق جمع بائقة؛وهي الداهية
والشيء المهلك والأمر الشديد الذي يوافي بغتة .
قال ابن حجر وغيره:" إن هذا الحديث ينبئ عن تعظيم حق الجار وأن إضراره من الكبائر ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من كان يؤم ن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره " أخرجه البخاري
وأخرجه عن أبي شريح رضي الله عنه في لفظ آخر:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره " .
قال الحسن رحمه الله تعالى : " ليس حسن الجوار كف الأذى ، حسن الجوار الصبر على الأذى ".
وقد قيل : ثلاثاً إذا كن في الرجل لم يشك في عقله وفضله إذا حمده جاره وقرابته ورفيقه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره " أخرجه البخاري
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" يا أبا ذر إذا طبخت مرقه فأكثر مائها وتعاهد جيرانك " رواه مسلم.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خير الأصحاب عند الله خيرهم لأصحابه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ".
أخرجه الترمذي وغيره .
أرأيتم - عباد الله - مكانة الجار وعظيم شأنه في الإسلام ،هل استشعرتم مدى تقصيرنا جميعاً
في هذه الفضيلة المباركة هل أدركتم حجم تغافلنا عن ذلك التوجيه الرباني الكريم .
ولقد تعلم الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم حسن معاملة الجيران
فقد ذبحت لعبد الله بن عمرو بن العاص شاة، فجعل يقول لغلامه : أهديت لجارنا اليهودي ؟ أهديت لجارنا اليهودي ؟
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه " .
فالجار الصالح يكون سببا في سعادة جاره ولذا قيل :
اطلب لنفسك جيرانا تجاورهم * * لا تصلح الدار حتى يصلح الجارُ
ولقد باع أحدهم منزله فلما لاموه في ذلك قال :
يلومننى أن بعتُ بالرخص منزلي * * ولـــم يعرفــــوا جاراً هناك ينغــصُ
فقلت لهــــم كفــــــوا الملام فإنمــا * * بجيرانها تغلــــوا الديار وترخـــصُ
ولقد باع أبو جهم العدوى داره بمائه ألف درهم ثم قال للمشترى : بكم تشترون جوار سعيد بن العاص
قالوا : وهل يشترى جوار قط ، قال : إذاً ردوا عليّ داري وخذوا مالكم
فإني والله لا أدع جوار رجل إن قعدت سأل عنى، وإن رآني رحب بى
وإن غبت حفظني ، وإن شهدت قربني ، وإن سألته قضى حاجتي ، وإن لم أسأل بدأني
وإن نابتنى حاجة فرج عنى . فبلع ذلك سعيداً فبعث إليه بمائة ألف درهم.
مانع الشمرى :شذر الذهب من كلام العرب ص 124 .
وهذا هو الإمام الجليل أبو حنيفة النعمان ، كان له جار فاسق سكير عواد ومغنٍ
إذا جن الليل أقبل على لعبه ولهوه وكان إذا أكثر صياحه وغنائه إذا ثمل قال :
أضاعوني وأي فتى أضاعوا * * * ليوم كريهة وسداد ثغر
حتى حفظ أبو حنيفة كل غنائه لكثرة ما كان يردده . فأخذه الحرس من داره وهو سكران وحبسوه
فافتقده أبو حنيفة، وافتقد صوته ، فقال : ماذا فعل جارنا ؟ لقد فقدنا صوته .
فقيل : أخذه الحرس البارحة وحبسوه ، فقال : قوموا بنا نسعى في خلاصه .
فإن حق الجار واجب ، ولقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالجار ، فأتى مجلس الأمير
فلما بصر به قام إليه وأخذ بيده ، ورفعه مكاناً عليا وقال : ما جاء بك يا أبا حنيفة ؟
قال : جئت لمحبوس عندك من جيراني ، أخذه الحرس البارحة ،وأسألك أن تطلقه
وتهب لي جرمه ، فقال الأمير : قد فعلت ولجميع من معه في الحبس ،هلا بعثت برسول
حتى أقضى به حقك وأخرج من واجبك ! فلما أن أخرج من حبسه قال له أبو حنيفة :
هل أضعناك يا فتى ؟ .قال : لا يا سيدي ومولاي ، لا تراني اليوم أفعل شيئاً تتأذى به
ثم أخرج أبو حنيفة عشرة دنانير وأعطاها له ،وقال : استعن بهذا المال على نقصان دخلك وقت الحبس
ومتى كان لك حاجة فابسطها إلينا ، واترك الحشمة فيما بيني وبينك .
فقام الرجل وقبل رأس أبى حنيفة ، وكان بعد ذلك لا يتخلف عن درسه وتفقهه حتى صار من فقهاء الكوفة .
على فكرى : أحسن القصص ج4 ص 29 ، 30 .
فالإحسان إلى الجار شعور أصيل وعميق في وجدان المسلم الصادق ، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند اله خيرهم لجاره ". رواه الترمذي بإسناد حسن .
ومراعاة الجار تكون في أدق الأشياء ، فهو يراعى حق الجار فلا يجرح إحساسه حتى في أبسط الأشياء
وحديث عمرو بن شعيب يوضح بعض هذه الحقوق ، فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم صحابته
عن حقوق الجار ، ثم بين هذه الحقوق فقال :
" إن استعان بك أعنته ، وإن استقرضك أقرضته ، وإن أفتقر عدت عليه ، وإن أصابته مصيبة عزيته
ولا تستطل عليه بالبيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ، إذا اشتريت فاكهة فأهد له منها
فإن لم تفعل فأدخلها سرا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده ، ولا تؤذوه بقتار قدرك
إلا أن تغرف له منها". المنقى من كتاب مكارم الأخلاق للخرائطي ص 59 .
وإذا تجاوز الجار في حدوده مع جاره فلا بد أن يقف الجميع في وجهه ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:
قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ،إِنَّ لِي جَارًا يُؤْذِينِي ، فَقَالَ : انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ ، فَانْطَلَقَ
فَأَخْرِجَ مَتَاعَهُ ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ ، فَقَالُوا : مَا شَأْنُكَ ؟
قَالَ : لِي جَارٌ يُؤْذِينِي ، فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ
فَجَعَلُوا يَقُولُونَ :اللَّهُمَّ الْعَنْهُ ، اللَّهُمَّ أَخْزِهِ ، فَبَلَغَهُ ، فَأَتَاهُ فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَى مَنْزِلِكَ ، فَوَاللهِ لا أُؤْذِيكَ.
- وفي رواية : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَشْكُو جَارَهُ ، فَقَالَ : اذْهَبْ فَاصْبِرْ ، فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا ، فَقَالَ :
اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ ، فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ
فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ ، فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ، فَعَلَ اللهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَلَ
فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ ، فَقَالَ لَهُ : ارْجِعْ ، لاَ تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ.
- وفي رواية : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَشَكَا إِلَيْهِ جَارًا لَهُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ :"اصْبِرْ
ثُمَّ قَالَ لَهُ فِي الرَّابِعَةِ أَوِ الثَّالِثَةِ : اطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ .
قَالَ : فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ : مَا لَكَ ؟ قَالَ :آذَاهُ جَارُهُ ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ : لَعَنَهُ اللهُ
فَجَاءَ جَارُهُ ، فَقَالَ : تَرُدُّ مَتَاعَكَ وَلا أُوذِيكَ أَبَدًا". أخرجه البخاري في الأدب المفرد 124
و"أبو داود" 5153. و"أبو يَعْلى" 6630. و"ابن حِبَّان" 520 .
فهل يوجد دين آخر وضع مثل هذه الحقوق للجار مثلما وضعها الإسلام الحنيف
إن الإنسانية - كلها – اليوم لهى في أشد الحاجة
إلى آداب الإسلام ، كما يحتاج الظامئ المشرف على الموت في الصحراء إلى شربة ماء .
فهلا تعلمنا هذه الآداب وعرفنا هذه الحقوق ومارسناها في حياتنا ؟! . .
وفق الله الجميع لطاعته وأعاننا جميعاً على القيام بحق الجار
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
لقد جاء الإسلام يدعو إلى تعزيز أواصر المحبة وطرق التقارب بين أفراده
و رسم كل علاقات الناس الإيجابية ودعي إليها ورعى جميع المصالح للبلاد والعباد
وحذر من جميع المفاسد التي ما إن تقع إلا ويظهر جورها وعنائها على ما بني بين الناس
من علاقات يسودها محبة واحترام. وهذا كله من عظيم إسلامنا وكماله وشموليته
قال تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" المائدة3
ومن تلك الروابط الإسلامية الرائعة التي جاء بها الإسلام " رابطة الجوار "
والتي لها شأن عظيم ومكانة سامية
لا يدرك ذلك الشأن وتلك المكانة إلا المؤمن الحق، ولقد جاء في كتاب الله تعالى
وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بيان ذلك
قال تعالى : "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ... " الآية 36 النساء
وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها:
" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" أخرجه البخاري
وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو شريح رضي الله عنه قال :
\" والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن : قيل : من يا رسول الله ؟
قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه ". والبوائق جمع بائقة؛وهي الداهية
والشيء المهلك والأمر الشديد الذي يوافي بغتة .
قال ابن حجر وغيره:" إن هذا الحديث ينبئ عن تعظيم حق الجار وأن إضراره من الكبائر ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من كان يؤم ن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره " أخرجه البخاري
وأخرجه عن أبي شريح رضي الله عنه في لفظ آخر:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره " .
قال الحسن رحمه الله تعالى : " ليس حسن الجوار كف الأذى ، حسن الجوار الصبر على الأذى ".
وقد قيل : ثلاثاً إذا كن في الرجل لم يشك في عقله وفضله إذا حمده جاره وقرابته ورفيقه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره " أخرجه البخاري
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" يا أبا ذر إذا طبخت مرقه فأكثر مائها وتعاهد جيرانك " رواه مسلم.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خير الأصحاب عند الله خيرهم لأصحابه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ".
أخرجه الترمذي وغيره .
أرأيتم - عباد الله - مكانة الجار وعظيم شأنه في الإسلام ،هل استشعرتم مدى تقصيرنا جميعاً
في هذه الفضيلة المباركة هل أدركتم حجم تغافلنا عن ذلك التوجيه الرباني الكريم .
ولقد تعلم الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم حسن معاملة الجيران
فقد ذبحت لعبد الله بن عمرو بن العاص شاة، فجعل يقول لغلامه : أهديت لجارنا اليهودي ؟ أهديت لجارنا اليهودي ؟
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه " .
فالجار الصالح يكون سببا في سعادة جاره ولذا قيل :
اطلب لنفسك جيرانا تجاورهم * * لا تصلح الدار حتى يصلح الجارُ
ولقد باع أحدهم منزله فلما لاموه في ذلك قال :
يلومننى أن بعتُ بالرخص منزلي * * ولـــم يعرفــــوا جاراً هناك ينغــصُ
فقلت لهــــم كفــــــوا الملام فإنمــا * * بجيرانها تغلــــوا الديار وترخـــصُ
ولقد باع أبو جهم العدوى داره بمائه ألف درهم ثم قال للمشترى : بكم تشترون جوار سعيد بن العاص
قالوا : وهل يشترى جوار قط ، قال : إذاً ردوا عليّ داري وخذوا مالكم
فإني والله لا أدع جوار رجل إن قعدت سأل عنى، وإن رآني رحب بى
وإن غبت حفظني ، وإن شهدت قربني ، وإن سألته قضى حاجتي ، وإن لم أسأل بدأني
وإن نابتنى حاجة فرج عنى . فبلع ذلك سعيداً فبعث إليه بمائة ألف درهم.
مانع الشمرى :شذر الذهب من كلام العرب ص 124 .
وهذا هو الإمام الجليل أبو حنيفة النعمان ، كان له جار فاسق سكير عواد ومغنٍ
إذا جن الليل أقبل على لعبه ولهوه وكان إذا أكثر صياحه وغنائه إذا ثمل قال :
أضاعوني وأي فتى أضاعوا * * * ليوم كريهة وسداد ثغر
حتى حفظ أبو حنيفة كل غنائه لكثرة ما كان يردده . فأخذه الحرس من داره وهو سكران وحبسوه
فافتقده أبو حنيفة، وافتقد صوته ، فقال : ماذا فعل جارنا ؟ لقد فقدنا صوته .
فقيل : أخذه الحرس البارحة وحبسوه ، فقال : قوموا بنا نسعى في خلاصه .
فإن حق الجار واجب ، ولقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالجار ، فأتى مجلس الأمير
فلما بصر به قام إليه وأخذ بيده ، ورفعه مكاناً عليا وقال : ما جاء بك يا أبا حنيفة ؟
قال : جئت لمحبوس عندك من جيراني ، أخذه الحرس البارحة ،وأسألك أن تطلقه
وتهب لي جرمه ، فقال الأمير : قد فعلت ولجميع من معه في الحبس ،هلا بعثت برسول
حتى أقضى به حقك وأخرج من واجبك ! فلما أن أخرج من حبسه قال له أبو حنيفة :
هل أضعناك يا فتى ؟ .قال : لا يا سيدي ومولاي ، لا تراني اليوم أفعل شيئاً تتأذى به
ثم أخرج أبو حنيفة عشرة دنانير وأعطاها له ،وقال : استعن بهذا المال على نقصان دخلك وقت الحبس
ومتى كان لك حاجة فابسطها إلينا ، واترك الحشمة فيما بيني وبينك .
فقام الرجل وقبل رأس أبى حنيفة ، وكان بعد ذلك لا يتخلف عن درسه وتفقهه حتى صار من فقهاء الكوفة .
على فكرى : أحسن القصص ج4 ص 29 ، 30 .
فالإحسان إلى الجار شعور أصيل وعميق في وجدان المسلم الصادق ، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند اله خيرهم لجاره ". رواه الترمذي بإسناد حسن .
ومراعاة الجار تكون في أدق الأشياء ، فهو يراعى حق الجار فلا يجرح إحساسه حتى في أبسط الأشياء
وحديث عمرو بن شعيب يوضح بعض هذه الحقوق ، فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم صحابته
عن حقوق الجار ، ثم بين هذه الحقوق فقال :
" إن استعان بك أعنته ، وإن استقرضك أقرضته ، وإن أفتقر عدت عليه ، وإن أصابته مصيبة عزيته
ولا تستطل عليه بالبيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ، إذا اشتريت فاكهة فأهد له منها
فإن لم تفعل فأدخلها سرا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده ، ولا تؤذوه بقتار قدرك
إلا أن تغرف له منها". المنقى من كتاب مكارم الأخلاق للخرائطي ص 59 .
وإذا تجاوز الجار في حدوده مع جاره فلا بد أن يقف الجميع في وجهه ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:
قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ،إِنَّ لِي جَارًا يُؤْذِينِي ، فَقَالَ : انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ ، فَانْطَلَقَ
فَأَخْرِجَ مَتَاعَهُ ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ ، فَقَالُوا : مَا شَأْنُكَ ؟
قَالَ : لِي جَارٌ يُؤْذِينِي ، فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ
فَجَعَلُوا يَقُولُونَ :اللَّهُمَّ الْعَنْهُ ، اللَّهُمَّ أَخْزِهِ ، فَبَلَغَهُ ، فَأَتَاهُ فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَى مَنْزِلِكَ ، فَوَاللهِ لا أُؤْذِيكَ.
- وفي رواية : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَشْكُو جَارَهُ ، فَقَالَ : اذْهَبْ فَاصْبِرْ ، فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا ، فَقَالَ :
اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ ، فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ
فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ ، فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ، فَعَلَ اللهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَلَ
فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ ، فَقَالَ لَهُ : ارْجِعْ ، لاَ تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ.
- وفي رواية : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَشَكَا إِلَيْهِ جَارًا لَهُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ :"اصْبِرْ
ثُمَّ قَالَ لَهُ فِي الرَّابِعَةِ أَوِ الثَّالِثَةِ : اطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ .
قَالَ : فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ : مَا لَكَ ؟ قَالَ :آذَاهُ جَارُهُ ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ : لَعَنَهُ اللهُ
فَجَاءَ جَارُهُ ، فَقَالَ : تَرُدُّ مَتَاعَكَ وَلا أُوذِيكَ أَبَدًا". أخرجه البخاري في الأدب المفرد 124
و"أبو داود" 5153. و"أبو يَعْلى" 6630. و"ابن حِبَّان" 520 .
فهل يوجد دين آخر وضع مثل هذه الحقوق للجار مثلما وضعها الإسلام الحنيف
إن الإنسانية - كلها – اليوم لهى في أشد الحاجة
إلى آداب الإسلام ، كما يحتاج الظامئ المشرف على الموت في الصحراء إلى شربة ماء .
فهلا تعلمنا هذه الآداب وعرفنا هذه الحقوق ومارسناها في حياتنا ؟! . .
وفق الله الجميع لطاعته وأعاننا جميعاً على القيام بحق الجار
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
AlgeriaB10- المدير
- عدد المساهمات : 292
نقاط : 621
تاريخ التسجيل : 21/07/2011
العمر : 37
رد: الأدب مع الجيران: حسن الجوار
بارك الله فيك اخي
AMIRA- المراقبة العامة
- عدد المساهمات : 280
نقاط : 491
تاريخ التسجيل : 01/07/2011
العمر : 25
الموقع : **ملــــــــــوزة**
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 02 أبريل 2015, 23:23 من طرف AlgeriaB10
» كتاب رائع في فن التفصيل والخياطة
الخميس 25 ديسمبر 2014, 20:30 من طرف جمال عمر
» ♥●● مخدات رائعة بالابرة والخيط ●●♥
الخميس 16 يناير 2014, 16:44 من طرف salmaWS
» التطريز .....
الخميس 16 يناير 2014, 16:40 من طرف salmaWS
» رسمات للتطريز
الخميس 16 يناير 2014, 16:33 من طرف salmaWS
» مجموعة من الوسائد المطرزة رائعة
الخميس 16 يناير 2014, 16:24 من طرف salmaWS
» أحلى فساتين مطرزة لعيونكم
الخميس 16 يناير 2014, 16:21 من طرف salmaWS
» معانى الشهور والايام
الأربعاء 13 نوفمبر 2013, 18:39 من طرف طاب موس
» القرار المكين
الأحد 09 يونيو 2013, 22:16 من طرف fatma lyle
» أيها الغائبون عنا....( زاد شوقنا إليكم والله )
الأحد 09 يونيو 2013, 21:33 من طرف fatma lyle